رغم أن تقنية تحويل البلاستيك إلى نفط تقدم فرصة لتحسين إدارة النفايات البلاستيكية، إلا أن التحديات التقنية والبيئية والاقتصادية ما زالت تحد من تبنيها على نطاق واسع، حيث تهدف التقنية بشكل رئيسي إلى إدارة النفايات وليس تحويلها كبديل لإنتاج النفط التقليدي فقط.
و في هذا الجانب أوضح الباحث والمستشار في شؤون الطاقة د. يوسف الشمري أن البلاسيتك حاليا يتم إنتاجه من خلال غاز الإثيلين والبولي إثيلين المستخرج من الغاز الطبيعي، الأمر الذي يعود بنا إلى الفترة ما بين سبعينيات وثمانينات القرن الماضي والتي في وقتها بدأت العمليات البتروكيماوية في المملكة في الجبيل و ينبع عندما كانت تستهدف استغلال تزايد حرق الغاز وتحويله إلى منتجات بتروكيماوية التي يتم من خلالها إنتاج المواد المستخدمة في تصنيع البلاستيك.
وأشار من جانب آخر أن الطلب على البلاستيك لا يشكل مشكلة بحد ذاتها وذلك كونه أساسيا في العديد من صناعات الأجهزة الكهربائية والجوالات مبينا أن أجهزة الآيفون صنعت بواسطة بلاستيك سابك ما يعني أن المنتجات البلاستيكية المصنعة داخل المملكة منتشرة حول العالم.
أوضح الباحث والمستشار في شؤون الطاقة أن المحيطات العالمية ممتلئة بالبلاستيك، والحياة البحرية أصبحت مهددة، مع صدور كثير من التقارير التابعة للمنظمات البيئية التي تنادي بضرورة الاهتمام بحل المشاكل البيئية الناتجة من النفايات البلاستيكية.
وأشار د. الشمري إلى أن المملكة تنتج حاليا حوالي 9 ملايين برميل يوميا من النفط، وتستهدف خلال العشرين سنة المقبلة تحويل 4 ملايين برميل إلى الكيميائيات، مبينا استثمار أرامكو خلال الفترة الماضية في محطات البتروكيماويات في الصين وآسيا بسبب زيادة الطلب على النفط مستقبلا.
*كابسارك تسلط الضوء على صناعة تحويل النفط إلى بلاستيك والعكس
وفيما يتعلق بمسألة تحويل البلاستيك نفطا ومن ثم إعادة تدويره لصناعة البلاستيك مرة أخرى أشار الشمري إلى مركز الملك عبد الله للدراسات البترولية الذي سلط – في تقرير له – الضوء على الأمور الحساسة التي تواجهها هذه الصناعة.
وحسب التقرير فأنه من الممكن إنتاج ما يقارب مليون برميل من النفط من البلاستيك الموجود كنفايات، ما يعادل واحد بالمئة تقريبا من الإنتاج العالمي، وقد تزيد الكمية إلى 4 ملايين برميل حتى العام 2060، الأمر الذي يشكل فرصة كبيرة للاقتصادات العالمية.
فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الصناعة، أوضح الشمري أن الطاقة المستهلكة في هذه العمليات تتطلب كميات كبيرة من الطاقة، فمن أجل إنتاج النفط من البلاستيك هناك حاجة لدرجة حرارة تتفاوت ما بين 200 إلى 1300 فهرنهايت، مؤكدا أن لدى المملكة الفرصة من خلال تقنية الطاقة الشمسية المتمركزة.
*تشريعات بيئية صرامة بشأن عمليات حرق الوقود الأحفوري وتحويله إلى بلاستيك.
وفي إجابة حول امتناع العالم عن تطبيق الحلول التي يقدمها مركز كابسارك في تقاريره، أوضح الباحث والمستشار في شؤون الطاقة د. يوسف الشمري أن هذه الحلول تواجه تشريعات بيئية “صارمة” بشأن عمليات حرق الوقود الأحفوري وتحويله إلى بلاستيك، فإعادة إنتاج النفط من البلاستيك وإعادة إنتاج البلاستيك من النفط أمران مرتبطان ببعضهما لأنه لا يمكن الحصول على مصدر من غير النفط والمواد الهيدروكربونية
وأوضح بأن هذه التقنيات لم تنتشر بشكل كبير حتى الآن؛ لكون السياسات البيئية الصارمة ركزت على تقديم الدعم للاستغناء عن الوقود الأحفوري ولم تركز على دعم الحلول البيئية.
نشر هذا الخبر في الإخبارية