• النوع أخبار عامة
  • التاريخ 27 سبتمبر 2020

تقييم الآثار المترتبة جراء الإجراءات الوقائية التي اتخذتها المملكة للحد من انتشار كوفيد-19

 

مع تخفيف المملكة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها منذ منتصف شهر مارس الماضي لمنع انتشار كوفيد-19،  وبدء عودة الأعمال إلى طبيعتها، قيّم مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية كابسارك في أحدث إصدار من رؤية على الأحداث الآثار المترتبة على القيود المفروضة على حركة التنقل في المملكة بسبب الجائحة.

وبينت الورقة التي كتبتها الباحثتان في كابسارك (ألما الحسيني ونوره الحسين)، أن المملكة حققت المركز الثاني في قائمة الدول التي انخفض فيها الازدحام المروري جراء تطبيق الحظر، وذلك بعد إيطاليا التي جاءت في المركز الأول، وجاءت الصين في المركز الثالث تليها هونج كونج ثم دولة الإمارات.

وكشفت الورقة أن نسبة انخفاض الازدحام المروري في المملكة بلغت 44%، اعتبارًا من منتصف شهر مارس الماضي  كنتيجة مباشرة لتدابير إغلاق المدارس والمطارات في المملكة، وذلك وفق بيانات الملاحة  الصادرة عن شركة TomTom ،كما أثبتت الدراسات العالمية الصلة بين انخفاض معدل الإصابات والوفيات المرتبطة بحوادث السير على الطرق و انخفاض الازدحام المروري بنسبة 55 ٪ خلال دراسة في الفتره ما بين (10-19) مارس و(21-30) مارس من هذا العام.

وأكدت الورقة أن الإجراءات الوقائية المتخذة بسبب كوفيد-19أدت إلى انخفاض انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي في المملكة ،  إذ شهدت مدينة الرياض تراجعًا بنسبة 56 ٪ في مستويات أول أكسيد الكربون بين شهري يناير و أبريل من هذا العام، كما سجلت حديقة الناصرة في مدينة القطيف، وهي أول مدينة تطبق حظر التجول انخفاضًا في الانبعاثات الكربونية التي وصلت إلى 2.6 جزء في المليون خلال ثلاثة أشهر.

وسلطت الورقة الضوء على الازدهار الذي شهدته التجارة الإلكترونية في المملكة خلال تطبيق إجراءات منع انتشار كوفيد-19، إذ زاد عدد الطلبات التي أجريت من خلال تطبيقات التوصيل إلى 240% في الفترة ما بين مارس إلى مايو 2020، كما بينت دراسة تضم حوالي 500 بائع ومستهلك سعودي أن 38% من التجار قاموا بإنشاء منصات للتجارة الإلكترونية لمواكبة التغيرات وااستيعاب الطلب الناشئ، في الوقت الذي يتوقع فيه  80 ٪ من التجار نموًا في استخدام مثل هذه المنصات حتى بعد انقشاع الجائحة.

وتندرج تلك الورقة ضمن سلسلة  إصدارات رؤية على الأحداث من كابسارك والتي تسعى إلى تحليل ودراسة التغييرات طويلة المدى في سلوك المستهلك والتأثيرات على القطاعات المختلفة بالتزامن مع انتشار تأثيرات تقييد حركة التنقل إبان فترة تفشي هذا الوباء، حيث يتوقع العديد من الخبراء تردد الأفراد في استخدام وسائل النقل العام وخدمات مشاركة الركوب وانخفاض الطلب على السفر الجوي وتراجع معدلات السفر لأغراض العمل، بالإضافة إلى مواصلة اتباع تدابير التباعد الاجتماعي لفترة من الوقت بعد زوال خطر الجائحة.

وتعتبر رؤية على الأحداث إحدى صادرات المركز البحثية التي تستهدف تحليل وتقييم ودراسة الأحداث الجارية والآنية، لوضع أفضل التوصيات والرؤى والمقترحات، واستكشاف أفضل السبل للحد من المخاطر والمساعدة في مواصلة النمو والازدهار الاقتصادي في المملكة.

يذكر أن مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية كابسارك قد حقق تقدمًا في قائمة أفضل مراكز الأبحاث إقليميًّا وعالميًّا؛ إذ قفز 14 مرتبة في تصنيف مراكز أبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليحتل المرتبة 15 من بين 103 مراكز أبحاث في المنطقة، وعلى المستوى العالمي، احتل المركز المرتبة 13 من بين 60 مركز أبحاث متخصص في سياسات الطاقة.

نشرت هذه المادة مسبقًا في جريدة الجزيرة