• النوع أخبار عامة
  • التاريخ 4 فبراير 2021

كابسارك في المرتبة 12 ضمن مراكز الفكر لسياسات الطاقة ومواردها

 كان عام 2020 حافلًا على مستوى المملكة ومركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، إذ شهدنا خلاله تولي المملكة لرئاسة قمة العشرين 2020 (G20)، التي عقدت قمتها في 21 و22 نوفمبر المنصرم، وتولينا مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية قيادة مجموعة تواصل الفكر العشرين 2020 (T20) وعقد قمتها في 31 أكتوبر و1 نوفمبر.

كانت رؤيتنا في كابسارك تنطلق من إدراكنا لحجم التجربة التي نحن في صدد خوضها، إذ كنا نرى أنها ستكون غامرة ومثمرة في آن واحد، فأن ننقل تجربة إنجاز أعمالنا في المركز وأعمال مجموعة الفكر العشرين من أرض الواقع إلى العالم الافتراضي، هو تحوّل كبير في مساءلة معرفتنا الرقمية واختبار مهاراتنا الحاسوبية، إضافة إلى اختبار جاهزية المركز السيبرانية التي أثبتنا أنها على قدر عالٍ من الكفاءة.

وقد حققنا ولله الحمد في هذا العام ما كنا نصبو إليه، إذ كان جدول أعمالنا مليئًا بأنشطة كثيرة ومهام كبيرة. كان من ضمنها التركيز في أبحاثنا على القضايا المحلية للمملكة، منها 137 دراسة وورقة بحثية محكمة. كانت ما يقارب 80% منها  تعالج القضايا المحلية في شؤون الطاقة والاقتصاد والبيئة وسوق العمل، إضافة إلى تداعيات آثار كوفيد-19 على الصعيد المحلي والعالمي. ويدل هذا المنجز على النشاط المتزايد لكابسارك في عام 2020، إذ فاق عدد الأبحاث فيه ما نشرناه في الأعوام السابقة، وتجيء كل هذه الأبحاث والجهود على حد سواء مع إثراء المحتوى العربي، إذ ننشر أبحاثنا باللغتين الإنجليزية والعربية، مساهمين بذلك في تنمية المحتوى المحلي بصفتنا مركزًا فكريًّا رائدًا في اقتصاديات الطاقة.

كما نوسّع دائرة الثراء بالإشارة إلى ما نسعى دائمًا في تحقيقه واستدامته، إذ حققنا تحولًا في ورش العمل التي نقيمها كل عام بالتعاون مع العديد من المؤسسات المحلية والدولية مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومعهد أكسفورد لدراسات الطاقة والجمعية الدولية لاقتصاديات الطاقة ومنتدى الطاقة الدولي، فقد استضفنا محليًّا في عام 2020 سلسلة لقاءات كابسارك المتخصصة في قضايا الطاقة، حيث بلغت 17 ورشة عمل حضورية وافتراضية، وكان عدد حضورها يزيد عن 1500، وتعددت عناوينها ما بين جدول المخرجات والمدخلات لرؤية السعودية 2030، وسبل اقتصاد الهيدروجين: كيف يمكن للصناعة التوسع في استخدام الهيدروجين والمركبات الكهربائية، وانبعاثات الكربون في المملكة العربية السعودية من منظور نظام الطاقة، وهل سيعطل الزيت الصخري تحول الطاقة أم سيسرعه. إضافة إلى الاقتصاد الدائري للكربون، الذي تم تأييده في البيان الختامي الصادر عن قادة دول مجموعة العشرين في قمة العشرين.

وبالنظر إلى هذه المحققات التي استطعنا استيفاءها، فإننا فخورون بما نساهم به في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث والبترولية، إذ نحرص على احتضان الكفاءات من أبنائنا وبناتنا، فإننا على تواصل دائم مع جامعاتنا السعودية لاستقطاب الخريجين في التخصصات التي نعمل بها، فقد كان المركز وما يزال حاضنًا لعدد من الطلاب والطالبات الذين تتوافق تخصصاتهم مع احتياجات المركز. كما شكل الشباب والشابات ما يزيد عن 50% من أعضاء رئاسة مجموعة الفكر العشرين، وقد شهدنا منهم ما كنا نرجوه، بل كانوا على قدر من العزيمة ليفوقوا كل التوقعات مبرهنين لأنفسهم جدارتهم بالعمل وكفاءتهم العلمية وعاكسين بالمقابل الطاقة البشرية الاستثنائية للمملكة في تولي رئاسة قمة العشرين 2020 واستضافتها.

نجد أن الدروس التي تعلمناها كثيرة. فها نحن في تنفيذ خططنا لعام 2021، فبعد ما قدمناه من  مخرجات بحثية جديدة مثل سلسلة رؤية على الأحداث وتحليلات البيانات، فإننا نستديم المضي في تقديم ما هو أكثر، إذ إننا في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية نتطلع إلى بناء منجزات أكبر تساهم بفعالية أعظم في تنمية المحتوى الفكري محليًّا وعالميًّا، وتعزيز فهم اقتصاديات الطاقة ليكون كابسارك قناة حوار لتمهيد الطريق للوصول لرفاهية المجتمعات، وكذلك خدمة منظومة الطاقة السعودية على كافة الأصعدة.

وأخيرًا فإننا فخورون بتقدم كابسارك في مؤشر أفضل مراكز الأبحاث العالمية، إذ احتل المركز المرتبة 12 في قائمة أفضل 60 مركز أبحاث في سياسات وموارد الطاقة، وعلى مستوى مراكز الأبحاث في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي يبلغ عددها 101 جاء كابسارك في المرتبة 15، وذلك بحسب التصنيف العالمي السنوي لمراكز الأبحاث ومنظمات المجتمع المدني الذي تصدره جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.