• Episode number 03
  • المدة 6:24
  • ‪اللغة Arabic
  • التاريخ 30th June 2020

أطلقت أرامكو السعودية خطتها للتحول الإستراتيجي المتسارع في عام 2010، وتهدف إلى توسيع أنشطة الاستكشاف والإنتاج في الشركة إلى حدود جديدة، بالإضافة إلى تطوير موارد الغاز الطّبيعي غير التقليدي من الغاز الحبيس وتشكيلات الصخرالزيتي. إذ تمتلك المملكة العربية السعودية حاليًا أَكثر من 600 تريليون قدم مكعب من موارد الغاز غير التقليدي، ونصفها قابل للاستخراج تقنيًا، وهي صاحبة سادس أكبر احتياطي من الغاز المؤكد، وتاسع أكبر إنتاج للغاز القابل للتسويق في العالم.

وفي فبراير 2020، أعلنت أرامكو السعودية عن نيتها لتطوير حوض الجافورة كمورد للغاز الطبيعي غير التقليدي، وهو أكبر حقل غاز طبيعي غير تقليدي في المملكة العربية السعودية حتى الآن، ويقع شرق حقل الغوار العملاق للنفط، ويحوي موارد غازغير تقليدية تصل إلى مئتي تريليون قدم مكعب. وسيتم تطوير الحوض على عدة مراحل، ومن المتوقع أن يصل إنتاجه إلى مليارين ومئتي مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا بحلول عام 2036.

إن تطوير أحواض الغاز غير التقليدية يعد إستراتيجية لتعزيز أمن الطاقة في المملكة العربية السعودية؛ إذ يوفر هذا الخيار العديد من الفرص لأسواق الطاقة في البلاد، فعلى سبيل المثال كان معظم إنتاج المملكة من الغاز تاريخيًّا مصاحبًا للنفط، مما يعني أن الغازالطبيعي كان مذابًا أساسًا في النفط وفصل بعد استخراجه. إلا أن أرامكو السعودية تمكنت من زيادة حصة الغاز غير المصاحب إلى ما يقارب 60% من مجمل إنتاج الغاز اعتبارًا من عام 2019.

إضافة إِلى ذلك، فإن توفير كميات أكبر من الغاز الطبيعي للاستهلاك المحلي يعني أن بإمكان المملكة استخدامه لتقليل الاعتماد الكبيرعلى الوقود السائل الأقل كفاءة والأكثر كثافة في الكربون. ولقد دفعت هذه الديناميكيات المحللين السعوديين إلى التنبؤ بأن الطلب المحلي على الغاز الطبيعي سيستمر في النمو بمعدل سنوي مركب يصل إلى 3.7% للعشر سنوات القادمة.

إن مشروعًا بهذا الحجم سيواجه العديد من التحديات، بما فيها ارتفاع تكاليف الحفر والإِكمال، والدراية التقنية، والوصول إلى المياه. ففيما يخص الحفر والإكمال ومن وجهة نظر محاسبية، يماثل نهج أرامكو السعودية لتطوير حقل غاز الجافورة نهجها في مشاريعها العملاقة الأخرى، وذلك باستثمار رأسمالي كبير يبلغ 110 دولار أمريكي، حيث تخطط أرامكو السعودية لاستخدام مجموعة من التقنيات المتقدمة لتطوير حقل الجافورة، بما في ذلك تقنيات التكسير الأفقي متعدد المراحل، والحفر غير المتوازن بالأنابيب الملتفة. إذ جرت العادة أن تكون معدلات إنتاجية الآبار غير التقليدية أقل ومعدلات انخفاضها أسرع من نظيرتها التقليدية، وهو ما يتطلب حفر المزيد من الآبار ووضعها جميعًا في مرحلة الإِنتاج.

ومن جانب آخر، سيلعب توفر الماء دورًا هامًّا أيضًا؛ حيث تتطلب عمليات استخراج الغاز من حوض الجافورة كميات كبيرة من المياه، وهو ما يتعارض مع أولوية الشركة في الحد من استخدام المياه الجوفية أثناء معالجة التكسير. ولهذا تجري أرامكو السعودية بحوثًا لدراسة إمكانية استخدام مياه البحر في عملية التكسير، وتجرب استخدام الرمل المحلي في معالجات تكسير الغاز بدلًا من الرمل المستورد.

ولإِدارة هذه التحديات والتغلب عليها، أنشأت أرامكو السعودية قسمًا مُخصصًا للغاز غير التقليدي، ووظفت عددًا كبيرًا من متخصصي تطوير الغاز غير التقليدي لسد فجوة المعرفة، وقامت بتكليف شركات خدمات النفط الرائدة بإدارة عمليات التكسير. أما على المستوى الوطني، سيحفظ الغاز الناتج من الجافورة في المقام الأول للاستخدام المحلي، وتلبية الطلب المستقبلي على توليد الطاقة، وتحلية المياه، وإنتاج المواد البتروكيماوية.

وفي النهاية يمكن أن نقول بأن هناك العديد من الفوائد الهامة لتطوير الغاز الطبيعي المحلي، فمشاريع تطوير الغاز غير التقليدي هي مشاريع صناعية كبرى يمكن أن تمكن المنشآت المحلية الصغيرة والمتوسطة، وتعزز من خلق فرص العمل، وتزيد الدراية الفنية في المملكة. وهذا ما يتناسب مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتطويرالصناعات المحلية وزيادة المحتوى المحلي، كما سيوفر قيمة مضافة لاقتصاد المملكة.

‪المؤلفون: ماجد السويلم ورامي شبانة

 

 

كن على اطلاع

 أنا مهتم بـ

اختر الإشعارات التي ترغب بإرسالها لك

عن

نبذة عنك