بإمكان الجهات المعنية بدراسة آثار الاستثمارات والتدخلات السياسية الموجهة نحو مناطق بعينها الاستفادة من الاطلاع على التقديرات المطروحة بشأن حجم كل من استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون على مستوى المناطق المختلفة. من هذا المنطلق، استخدمنا في هذه الورقة البحثية موضوع استهلاك البنزين في المملكة العربية السعودية بوصفه دراسة حالة استحدثنا من خلالها نهجين لتقدير التفاوت في استهلاك البنزين من منطقة إلى أخرى. يتسم أول هذين النهجين بكونه نهجًا موجهًا نحو تقدير التباين في قطاعات محددة، بينما يعد النهج الثاني نهجًا عامًا قائمًا على الاقتصاد القياسي. وتكشف النتائج التي توصلت إليها دراستنا أن منطقتي الرياض ومكة المكرمة، المتركز بهما 60% من الكتلة السكانية والنشاط الاقتصادي للمملكة، تستهلكان 58% من إجمالي كمية البنزين المستهلكة في الدولة. وفي المقابل يدور 22% من النشاط الاقتصادي للمملكة في المنطقة الشرقية بيد أنها مسؤولة عن 11% فقط من استهلاك البنزين، وهي نسبة تتماشى مع طبيعة الكثافة السكانية للمنطقة التي تبلغ 15% تقريبًا. علاوة على ذلك تشير علاقة الارتباط بين النتائج التي حصلنا عليها باستخدام النهج الموجه نحو قطاعات محددة ونظيره العام القائم على الاقتصاد القياسي إلى أن النهج الأخير ربما يعد بديلًا جيدًا في تقدير أوجه التباين بين المناطق في استهلاك الطاقة.
