تمثِّل السيطرة على نمو انبعاثات قطاع الشحن البرّي تحديًّا بارزًا يعترض جهود تخفيف آثار تغير المناخ، إذ يُعَد هذا القطاع واحدًا من أسرع مصادر انبعاثات الغازات الدفيئة نموًّا، ويرى الخبراء أن ثمة صعوبة كبيرة في إزالة الكربون منه (ITF 2021). وعلاوة على ذلك، هو المسؤول عالميًّا عن خُمس الطلب العالمي على النفط وأكثر من ثلث انبعاثات ثانيأكسيد الكربون المرتبطة بالنقل (IEA 2017). وتشير تقديرات منتدى النقل العالمي إلى أنالطلب العالمي على شحن البضائع (بجميع أنماطه) سيزداد بأكثر من الضعفين فيغضون الأعوام الثلاثين القادمة (ITF 2021)، مما يفرض تحدّيًا كبيرًا على جدول أعمال الأمم المتحدة في ما يخصّ التخفيف من آثار تغيّر المناخ. ويتفاقم حجم هذا التحدي على خلفية توقعات تقول بأن الدول النامية ذات مستويات الدخل المنخفض والمتوسط، التي تعتمد عادةً على الشحن البري للبضائع بوصفه أحد الأعمدة الرئيسة التي يقوم عليها نموالاقتصاد المحلي، ستكون المسؤولة عن الجزء الأكبر من النمو في أنشطة النقل البري مستقبلًا (ITF 2021; SLOCAT 2021a)، فتلك الدول ليست مهيَّأة كما يجب لمواجهة الضغوط المتزايدة لتخفيف آثار تغير المناخ  (Timperley 2021; UN Environment Program 2022; Wolf 2022).