يمرُّ سوق النفط العالمي في الوقت الراهن بفترة استثنائية عصيبة؛ لا سيما أن الصدمات المزدوجة الناتجة عن الزيادة الكبيرة في العرض العالمي والانخفاض الملحوظ في الطلب على النفط تعدُ غير مسبوقة على مرّ التاريخ. فضلاً عن أنّ اتفاق تحالف (أوبك+) المنهار، وتفشي فيروس كورونا المستجد قد أعادا أوبك -وما يكتسبه دورها من قيمة في السوق- إلى دائرة الأضواء مجدداً. وقد تناولها مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) بالدراسة، وأصدر العديد من المنشورات البحثية ذات الصلة بأوبك، فضلاً عن أنّ قدرة أوبك على قياس مدى قوة الصدمات التي يتعرض لها سوق النفط، وتعويضها بدقة من خلال استخدام طاقتها الإنتاجية الاحتياطية، كانت تمثل مصدر قوة بالغ الأهمية لها؛ وذلك لتحقيق الاستقرار في هذه الأسواق، وربما يعمل هذا على تقليل تقلبات أسعار النفط بمقدار يصل إلى النصف. وبالرغم من ذلك فإنّ حجم الاضطراب الحالي يفوق قدرة أوبك على إعادة توازن الأسواق بمفردها.
