توماس جيرتن مدير أول في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك). تتجاوز خبرته 15 عامًا في مجال أنظمة المعلومات الجغرافية. عمل في وزارة الخارجية الأمريكية على منتجات التحليل الإنساني ومشروعات رسم الخرائط الجماعية، كذلك كان مستشارًا خبيرًا في تحليل نظم المعلومات الجغرافية والشبكات في البنك الدولي. وهو حاصل على درجة الماجستير في المعلومات الجغرافية والاستخبارات الجغرافية المكانية.

توظيف ثاني أكسيد الكربون في تحلية المياه بالمملكة العربية السعودية: فرصة واعدة لخفض الانبعاثات
في ظل تزايد الجهود العالمية المبذولة من أجل إيجاد حلول مستدامة للتخفيف من وطأة تغير المناخ، ظهرت الحاجة إلى ابتكار أساليب جديدة لتحويل الصناعات التقليدية كثيفة الاستهلاك للكربون إلى مصارف محتملة للكربون. ويُعد احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه أداة أساسية لتحقيق أهداف الحياد الصفري في المملكة العربية السعودية بحلول عام 2060؛ إذ تستهدف المملكة احتجاز 9 ميغاطن سنويا من ثاني أكسيد الكربون واستخدامه وتخزينه بحلول عام 2027 و44 ميغاطن سنويا بحلول عام 2035. ووفقًا لتقديرات البحوث التي أُجريت مؤخرًا، بلغت إمكانات سعة التخزين الجيولوجي لثاني أكسيد الكربون في المملكة نحو 445 غيغاطن، إلا أنه لا تتوافر حتى وقتنا هذا دراسات تفصيلية حول إمكانات استخدام ثاني أكسيد الكربون في المملكة. وتهدف البحوث الحالية التي أعدها مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية) كابسارك (إلى بحث مسارات استخدام ثاني أكسيد الكربون القائمة والناشئة بما يتلاءم مع حالة المملكة. وتركز الدراسة الحالية على تقييم الإمكانات غير المستغلة في ما يتعلق بالاستفادة من ثاني أكسيد الكربون في قطاع تحلية المياه بالمملكة وتستكشف آفاق تحويل هذا القطاع إلى مصرف للكربون، مما يُسهم في إزالة ثاني أكسيد الكربون. وتشير النتائج إلى قدرة قطاع تحلية المياه بالمملكة على تخزين نحو 458 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا في المحلول الملحي الناتج عن محطات التحلية بحلول عام 2030، وهذا من شأنه أن يجعل هذا المحلول منتَجًا ذا فائدة كما سيُسهم في الحد من الآثار البيئية فضلًا عن إتاحة الفرصة لخفض الانبعاثات. وتوصي هذه الدراسة باستحداث سياسات من أجل التشجيع على اعتماد نهج الاقتصاد الدائري للكربون في الصناعة. ويعطي قطاع تحلية المياه أولوية كبيرة للسياسات واللوائح التنظيمية التي تدعم تركيب معدات استعادة المحلول الملحي إلى جانب احتجاز ثاني أكسيد الكربون واستخدامه. وقد تعاظم الاهتمام بالتشجيع على احتجاز ثاني أكسيد الكربون المستخلص من الغلاف الجوي أو من مصادر حيوية واستخدامه بفضل دوره في عمليات إزالة الكربون والتعويض عنه في قطاع تحلية المياه، مما يدعم الجهود المبذولة من جانب المملكة على طريق التحول إلى اقتصاد محايد كربونيًا.
18th ديسمبر 2024