• النوع أخبار عامة
  • التاريخ 10 سبتمبر 2023

قطاع الطيران العالمي يتحرك لخفض الانبعاثات.. ونجاحات عربية بارزة (تقرير)

يُعدّ قطاع الطيران العالمي من الصناعات التي يصعب إزالة الكربون منها؛ ما يدفع الشركات ذات الصلة إلى تطبيق أكثر من مبادرة في إطار العمل على تحقيق الاستدامة وخفض الانبعاثات.

ويؤكد تقرير حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- أن تحقيق الاستدامة في قطاع الطيران يتطلب اتخاذ الشركات مزيدًا من الإجراءات، مثل: تحسين مزيج الوقود، وتطوير التقنيات؛ ما يؤدي إلى إنهاء العلاقة السببية بين عدد الرحلات وانبعاثات الكربون.

ويُصدر قطاع الطيران العالمي نحو 2% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة، وفقًا لتقرير صادر عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، الذي يرصد تحركات كبيرة لخفض الانبعاثات عربيًا وعالميًا.

علاقة كورونا وخطوات تحقيق الاستدامة

مع تداعيات جائحة كورونا وتراجع حركة الطيران الناتجة عن إغلاقات طبّقَها العديد من الدول، انخفضت انبعاثات الكربون من قطاع الطيران العالمي بنسبة 43% في عام 2020، على أساس سنوي.

يشار إلى أن القيود المفروضة على الحركة الجوية أدت إلى انخفاض معدل الرحلات الجوية لشركات الطيران العالمية من 3.89 مليار رحلة في عام 2019، إلى 1.69 مليار رحلة عام 2020.

وكان عام 2016 شاهدًا على تنفيذ أولى خطوات قطاع الطيران العالمي لتحقيق الاستدامة، المتمثلة في اعتماد منظمة الطيران المدني الدولي خطة تعويض انبعاثات الكربون وخفضها.

وفي عام 2021، أقرّ أول اجتماع لتحالف دولي لتحقيق الطموح المناخي لقطاع الطيران، الذي عُقد بمؤتمر كوب 26 في غلاسكو، مسؤولية القطاع في تغير المناخ، سواء من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو الملوثات الأخرى.

كما أكدت منظمة الطيران المدني الدولي خلال مؤتمر كوب 27 في شرم الشيخ، الذي عُقد العام الماضي، التزاماتها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ويشير تقرير كابسارك إلى أنه مع بدء تعافي قطاع الطيران العالمي من تداعيات فيروس كورونا، أولت شركات الطيران أهمية لتحقيق الاستدامة عبر تطوير العديد من المبادرات لتقليل الانبعاثات المرتبطة بنمو حركة السفر الجوي.

ويوضح أن تلك المبادرات لا تقتصر على الوقود منخفض الكربون للرحلات الجوية، بل تمتد إلى عمليات الطيران كافة، بدءًا من لحظة تسجيل الدخول في الرحلة، وحتى استلام الأمتعة في نهايتها.

4 إجراءات لتحقيق الحياد الكربوني

لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 في قطاع الطيران العالمي، حدد التقرير 4 إجراءات مختلفة تُمكّن شركات الطيران من تحقيق أهداف الاستدامة.

ويأتي في مقدمتها اتجاه الشركات إلى تعزيز تقنيات الطيران من خلال إسهامات معينة، مثل ضخ استثمارات في تحديث أسطولها لتعمل بكفاءة أكبر.

بينما يتضمن المقترح الثاني إمكان اعتماد شركات قطاع الطيران العالمي على أساليب أكثر ملاءمة للبيئة في الخدمات الأرضية، مثل: خطط توفير الوقود، والتدابير الأخرى المتعلقة بإدارة النفايات.

يضاف إلى ذلك إجراءات استعمال المواد القابلة لإعادة التدوير في المنتجات المقدمة للركاب، مع الاعتماد على التقنيات الرقمية بدلًا من الكتيبات الورقية لتوفير المعلومات.

ويشتمل المقترح الثالث من جانب كابسارك، العمل على تحسين كفاءة الوقود من خلال مزج وقود الطائرات التقليدي مع وقود الطيران المستدام، أو أيّ مزيج آخر.

وتعدّ طريقة مزج الوقود إحدى الأدوات الرئيسة التي اعتمدتها العديد من شركات الطيران عالميًا، إذ يسهم وقود الطائرات في تقليل 80% من انبعاثات القطاع عامة.

وفي المقترح الرابع، تأتي ضرورة تنفيذ العديد من شركات الطيران برامج للمشاركة الاجتماعية عبر مشاركة الركاب وأفراد الطاقم.

ويمكن تطبيق ذلك من خلال التبرع للاستثمار في مبادرات الاستدامة لخدمات ما بعد الرحلة، وبرامج المكافآت التي تحفّز الركاب على اعتماد تدابير من شأنها التقليل من النفايات.

تجربة الشركات

نفّذ العديد من شركات قطاع الطيران العالمي مبادرات للعمل على تقليل انبعاثاتها لتحقيق الاستدامة، ومن بينها الخطوط الجوية السعودية والإماراتية والقطرية.

وفي 12 مايو/أيار من العام الماضي، نجحت رحلة للخطوط الجوية السعودية في تجنّب ما يصل إلى 346 طنًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، إذ فضّلت تعزيز تقنية الطائرة من خلال اختيار الطائرات ذات المحركات الأكثر كفاءة.

كما تمكنت الخطوط الجوية السعودية من تحسين عمليات الطيران، من خلال بدء شراكات مختلفة، مثل: برنامج التنظيف الجاف للطائرة، وتحسين الوزن على متن الطائرة، بالإضافة إلى تنفيذ مبادرة المشاركة الاجتماعية مع الموظفين والعملاء.

ونجحت الخطوط الجوية القطرية -كذلك- في اعتماد وقود الطيران المستدام من خلال العمل مع الصناعة لتحسين الوقود المستعمل في رحلاتها، إذ تهدف الشركة إلى تحقيق 10% من وقود الطيران المستدام في أسطولها بالكامل بحلول عام 2030.

بدورها، عقدت شركة الاتحاد للطيران الإماراتية اتفاقية مع شركة إتوتشو (Itochu) اليابانية، وشركة نيستي (Neste) الفنلندية، تهدف إلى تقديم وقود أكثر كفاءة اختبرته خلال رحلتها في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2022، من أبوظبي إلى ناريتا في اليابان.

ونتج عن تلك الرحلة خفض 75.2 طنًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، عن طريق إضافة 40% من وقود الطيران المستدام إلى مزيج الوقود.

وفي السياق نفسه، استطاعت الخطوط الجوية للولايات المتحدة تحسين الوقود، وإكمال رحلة من شيكاغو إلى واشنطن العاصمة بنسبة 100% من وقود الطيران المستدام، لتحقق تراجعًا يُقدَّر بنحو 75% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقررت -كذلك- شركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية اتخاذ إجراءات لتقليل الانبعاثات، ومنها تحسين الوقود المستهلك في رحلاتها، من خلال إضافة 39% من وقود الطيران المستدام إلى رحلتين.

كما نجحت الخطوط الجوية الكينية في تطوير تقنيات الطيران لتحسين عمليات الرحلات الجوية وزيادة كفاءة الوقود بنسبة 20%.

بينما تمكنت الخطوط الجوية الفرنسية عبر تيسير رحلتين مستدامتين من خفض انبعاثات الكربون ما بين 20% و25%، من خلال تطوير تقنيات الطيران عبر استعمال مواد أخفّ وزنًا ومحرك جديد ومظلة مطورة.

مشاركة القطاع الخاص والحكومة

اتجهت الحكومات إلى تطوير إستراتيجيات للحدّ من انبعاثات قطاع الطيران العالمي، بالتوازي مع تحركات القطاع الخاص.

وعلى سبيل المثال، أطلقت وزارات الطاقة والنقل والزراعة في الولايات المتحدة ما يُسمى بالتحدي الكبير لوقود الطيران المستدام في أواخر عام 2021.

وجاء ذلك بهدف تقليل التكلفة، وتعزيز الاستدامة، وزيادة إنتاج وقود الطيران المستدام واستعماله مع تحقيق خفض بنسبة 50% في دورة الحياة لانبعاثات الغازات الدفيئة مقارنة بالوقود التقليدي.

ويؤكد تقرير كابسارك أن مشاركة كل من الحكومة والقطاع الخاص تعدّ خطوة جوهرية لتعزيز إنتاج وقود الطيران المستدام واعتماده؛ ليكون حلًا أساسيًا للحدّ من انبعاثات قطاع الطيران العالمي.

 نشر هذا الخبر في الطاقة