إن المناهج المتكاملة ضرورة لتوجيه التحولات نحو التنقل المستدام، غير أن الدور الذي يضطلع به تقييم دورة الحياة (LCA) في تعزيز جدوى إستراتيجيات "التجنب والتحول والتحسين" (ASI) لم يحظَ بعد بقدر وافٍ من الدراسة والفهم. تستعرض هذه الدراسة الروابط بين تقييم دورة الحياة وإستراتيجيات "التجنب والتحول والتحسين"، مبينة أن تقييم دورة الحياة يوفر منهجية صارمة على مستوى النظام، لتقييم الأداء البيئي للتدخلات في أنظمة النقل على امتداد دورة حياتها الكاملة. تظهر النتائج أن تقييم دورة الحياة يمكنه تقديم دعم فعال لإستراتيجيات "التجنب"، مثل التنمية الحضرية المدمجة، من خلال مقارنة انبعاثات النقل قبل التدخل وبعده، وكشف الانخفاضات الناتجة عن تقليل الطلب على التنقل وتقليص الحاجة إلى البنية التحتية. أما عن إستراتيجيات "التحول"، فتقييم دورة الحياة يتيح تحليلًا مقارِنًا بين أنماط النقل المختلفة -مثل المركبات الخاصة، ووسائل النقل العام، وخيارات التنقل غير الآلي- مسلطًا الضوء على الفوائد البيئية على امتداد دورة الحياة عند اعتماد أنماط للتنقل أكثر استدامة. وفي نطاق "التحسين"، يدعم تقييم دورة الحياة تقييمات محايدة تقنيًا للتقنيات الناشئة في النقل، مثل المركبات الكهربائية والهيدروجينية، ويركز على المفاضلات المتعلقة بندرة المواد، ومصادر الطاقة، وتأثيرات البنية التحتية. وتكتسب هذه التحليلات أهمية خاصة في السعودية، حيث تعتمد فاعلية المركبات البديلة اعتمادًا كبيرًا على مزيج الطاقة الوطني، وأنظمة الوقود، وجاهزية البنية التحتية. ويتيح دمج تقييم دورة الحياة في تخطيط إستراتيجيات "التجنب والتحول والتحسين" لصناع السياسات تحديد أولويات التدخلات استنادًا إلى تقييمات قوية، ومتطلعة، ومحايدة تقنيًا، تدعم اتخاذ إجراءات مستهدفة تتوافق مع الأهداف المناخية للمملكة.
