مع تزايد الضغوط على قطاع الطيران لتقليل بصمته الكربونية، أصبح وقود الطيران المستدام عنصرًا محوريًا في مسار تحقيق الحياد الصفري للانبعاثات بحلول عام 2050. ووفقًا للاتحاد الدولي للنقل الجوي، يمكن لوقود الطيران المستدام الإسهام بما يصل إلى %65 من تخفيضات الانبعاثات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف. وتكمن ميزته الأساسية في توافقه مع البنية التحتية الحالية للطائرات والوقود، مما يجعله حلًا عمليًا على المدى القريب. ولكن رغم الزخم العالمي المتزايد، فإن الاعتماد الواسع على وقود الطيران المستدام يعوقه ارتفاع تكاليف الإنتاج، والبنية التحتية المحدودة، والدعم السياساتي غير المتسق. يصنف هذا البحث الجهود العالمية لسياسات وقود الطيران المستدام إلى ثلاثة أنواع رئيسة: (1) تدابير مُلزمة. (2) إعلانات سياساتية غير ملزمة. (3) تقارير القطاع وتوقعاته. وفي حين تعكس هذه المبادرات التزامًا واسعًا بتطوير وقود الطيران المستدام، لا يزال القطاع يواجه معوقات خطيرة، تشمل تشتت السياسات العالمية، والفجوة الكبيرة بين الطلب المتوقع والعرض الفعلي، والقدرة الإنتاجية غير المتطورة في العديد من المناطق. ولتحقيق الإمكانات الكاملة لوقود الطيران المستدام، سيكون من الضروري تسريع الاستثمارات، ودعم الأطر التنظيمية، وتعزيز التنسيق العالمي. ودون هذه التدابير، سيظل وقود الطيران المستدام عاجزًا عن الوفاء بوعده بأن يكون حجر الأساس في إستراتيجية إزالة الكربون من قطاع الطيران.