مثّل الفحم 30% من الاستهلاك الأولي العالمي للطاقة في عام 2013، وسيصبح الوقود الأكثر استهلاكًا خلال عام 2040 وفق السيناريو الحالي لسياسات الوكالة الدولية للطاقة. إلا أنه حتى في البلدان ذات السياسات المصممة للحد من إمداداتها واستهلاكها، ظلت كميات الفحم مرتفعة بشكل غير متوقع. والسؤال الرئيس لصناع السياسة هو: لماذا؟
يمكن أن تساعد النماذج الكمية في استكشاف الديناميكيات المعقدة لأسواق الفحم وفهم التأثيرات المحتملة للسياسات. ولذلك فإن فهم محركات التغيير في صناعة الفحم أمر حاسم في اتخاذ قرارات أكثر فعالية بشأن الفحم.
إن نماذج توريد الفحم واستهلاكه قابلة للقياس بسهولة عندما تكون الأسواق المحررة وتلك التي يمكن التنبؤ بها هي القاعدة. ومع ذلك ، يجد الفحم نفسه وسط عاصفة من العوامل الخارجية. لا تستطيع نماذج المنافسة البسيطة في السوق أن تتنبأ بشكل ملائم بالقرارات المستقبلية التي تستند إلى أحكام سياسية نوعية أكثر لا تعطي فيها المقايضات بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية وأمن الطاقة أي إجابة. عدم اتساق السياسات يمثل تحديًا للنماذج التقليدية ويتطلب نهجًا أكثر مرونة.
