آلية الأرصدة الكربونية المشتركة (JCM) هي آلية ثنائية الأطراف خرجت إلى النور بمبادرة من اليابان، وذلك بهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة ونقل التقنيات اليابانية في الوقت ذاته إلى الدول الشريكة في مقابل نقل رصيد كربوني إلى اليابان. وتُوصف هذه الآلية بأنها أحد “النُهُج التعاونية” التجريبية الرائدة وفقًا للمادة (6-2) من اتفاقية باريس للمناخ. ويُشار إلى أنه حتى شهر فبراير من عام 2022، كان عدد المشاريع التي اختارتها الحكومة اليابانية لتقديم الدعم لها في إطار هذه المبادرة قد بلغ 214 مشروعًا، كما بلغ عدد الدول التي قررت دعمها 22 دولة شريكة من بينها المملكة العربية السعودية. ونفذت اليابان بالتعاون مع المملكة مشروعًا واحدًا حتى اليوم تحت لواء هذه المبادرة، بالإضافة إلى مشروع آخر في انتظار صدور الموافقة عليه حاليًا. وإضافةً إلى ذلك تدرس اليابان حاليًا الفرص المحتملة لاستخدام آلية الأرصدة الكربونية المشتركة في المشاريع ذات الصلة باحتجاز انبعاثات الكربون وتخزينها وكذلك المشاريع المرتبطة بالأمونيا الزرقاء في المملكة. غير أنه بالنظر إلى أن الدول الشريكة في تطبيق آلية الأرصدة الكربونية المشتركة أضحى لديها الآن أهدافها الخاصة فيما يتعلق بانبعاثات غازات الدفيئة، وأعلنت كذلك عن تلك الأهداف ضمن إسهاماتها المحددة وطنيًا في اتفاقية باريس، فمن المتوقع أن تزداد صعوبة نقلها للقدر نفسه من أرصدة الكربون الذي كانت تنقله في وقتٍ سابقٍ إلى اليابان وفق آلية الأرصدة المشتركة. وهدفنا من الدراسة الحالية هو تمكين المملكة العربية السعودية واليابان من تحقيق الاستفادة القصوى من آلية الأرصدة المشتركة خلال العقود المقبلة، لذلك نستكشف التحديات التي تعترض سُبل التعاون بين الدولتين فيما يتعلق بهذه الآلية والفرص المستقبلية أمام هذا التعاون.
