لمَّا كانت وتيرة نمو صناعة قطاع الطيران آخذة في التسارع المستمر، ويتسع إسهامها في انبعاثات غازات الدفيئة وتغيُّر المناخ، فقد وضعت المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) أهدافًا للحد من الانبعاثات والتعامل معها، وطرحت خطةَ التعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي، المعروفةَ اختصارًا بـخطة كورسيا، الهادفةَ إلى الحد من الانبعاثات الكربونية الناجمة عن رحلات الطيران الدولية بحلول عام 2020، وذلك من خلال استخدام وقود الطيران المُستدام وغيره من التدابير. وتشمل معاييرُ أهليةِ وقود الطيران المستدام في إطار هذه الخطة انخفاضَ معدل انبعاثات غازات الدفيئة في الوقود المعني بنسبة 10 % مقارنة بالوقود الأحفوري، ومدى امتثال هذا الوقود لمعايير الاستدامة، إلا أنه لا تزال هنالك العديد من التحديات الماثلة، مثل محدودية الطاقة الإنتاجية لوقود الطيران المستدام، وارتفاع تكاليفه. إن تطبيق خطة كورسيا يعد أمرًا طوعيًا بالنسبة إلى الدول المشاركة في مرحلتها الأولى، غير أن هذه المشاركة ستصبح إلزامية في المرحلة الثانية. فيحين تُعدُّ زيادة معدلات المشاركة في الخطة، وضمان سلامة أرصدة المعاوضة، ومعالجة التحديات التقنية والتوثيقية، وإزالة الكربون من قطاع الطيران، تدابيرَ ضروريةً ملحة لإنجاح تنفيذ خطة كورسيا.
